د/حازم امام مديرعام الموقع
عدد المساهمات : 469 تاريخ التسجيل : 25/04/2010 العمر : 47 الموقع : الكويت
| موضوع: قصيدة ما بينَ مُعتركِ الأحْداقِ والمُهجِ، - للامام عمر ابن الفارض الجمعة أبريل 30, 2010 2:39 pm | |
|
قصيدة ما بينَ مُعتركِ الأحْداقِ والمُهجِ، - للامام عمر ابن الفارض
ما بينَ معتركِ الأحداقِ
1. ما بينَ مُعتركِ الأحْداقِ والمُهجِ، *** أنا القتيلُ بلا إثمٍ ولا حَرَجِ 2. وَدَّعتُ ، قبلَ الهَوَى ، روحي ، لما نظرَتْ *** عينايَ مِنْ حُسنِ ذاكَ المنظرِ البَهجِ 3. للهِ أجفانُ عَينٍ ، فيكَ ، ساهِرَةٍ، *** شوقاً إليكَ ، وقلبٌ ، بالغرامِ ، شَجِ 4. وأضلعٌ نحلتْ كادتْ تقوِّمها، *** مِنَ الجوَى ، كبِدي الحرّى ، من العَوَجِ 5. وأدمعٌ هَمَلتْ ، لولا التَّنفسُ مِنْ *** نارِ الهوَى ، لمْ أكد أْنجو مِنَ اللُّجَجِ 6. وحَبَّذا فيكَ أسقامٌ خَفيتُ بها *** عني ، تقومُ بها ، عندَ الهوَى ، حُجَجي 7. أصبَحتُ فيكَ ، كما أمسَيتُ مُكتئباً، *** ولمْ أقلْ جَزَعاً : يا أزمَةَ انفَرِجي 8. أهفُو إلى كلِّ قلبٍ ، بالغرامِ ، لهُ *** شُغلٌ ، وكلِّ لِسَانٍ ، بالهوَى لَهِجِ 9. وكلِّ سَمعٍ ، عنِ الَّلاحي ، بهِ صَمَمٌ، *** وكلِّ جَفنٍ ، إلى الإغفاءِ ، لمْ يَعُجِ 10. لا كانَ وَجْدٌ ، بهِ الآماقُ جامِدَةٌ، *** ولا غرامٌ ، بهِ الأشواقُ لمْ تَهِجِ 11. عذِّبْ بما شئتَ ، غيرَ البُعدِ عنكَ ، تجدْ *** أوفي مُحِبٍّ ، بما يُرْضيكَ ، مُبتهجِ 12. وخُذْ بقيَّةَ ما أبقيتَ مِنْ رَمَقٍ، *** لا خيرَ في الحبِّ ، إنْ أبْقى على المُهجِ 13. مَنْ لي بإتلافِ روحي في هَوَى رَشَإٍ، *** حُلْوِ الشَّمائلِ ، بالأرواحِ مُمتزجِ 14. مَنْ ماتَ فيهِ غراماً عاشَ مُرتقياً، *** ما بينَ أهلِ الهوَى في أرْفعِ الدَّرَجِ 15. مُحَجَّبٌ ، لوْ سرَى في مثلِ طُرَّتهِ، *** أغنتهُ غُرَّتهُ الغَرَّا عنِ السُّرُجِ 16. وإنْ ضللتُ بليلٍ ، مِنْ ذوائِبهِ، *** أهدى ، لعيني الهدى ، صُبحٌ منَ البَلجِ 17. وإنْ تنفَّسَ قالَ المسكُ ، مُعترِفاً، *** لعارفي طِيبهِ : مِنْ نَشرِهِ أرَجي 18. أعوامُ إقبالهِ ، كاليومِ ، في قِصَرٍ، *** ويَوْمُ إعراضِهِ ، في الطّولِ ، كالحججِ 19. فإنْ نأى سائِراً ، يا مُهجَتي ارتَحِلي، *** وإنْ دَنا زائِراً ، يا مُقلتي ابتهجي! 20. قلْ للَّذي لامني فيهِ ، وعنَّفني: *** دعني وشأني ، وعُدْ عنْ نُصْحكَ السَّمِجِ 21. فاللَّومُ لؤمٌ ، ولمْ يُمْدَحْ بهِ أحَدٌ، *** وهلْ رأيتَ مُحِبَّاً بالغرامِ هُجي؟ 22. يا سَاكِنَ القلبِ لا تنظرْ إلى سكَنى، *** وارْبَحْ فؤادكَ ، واحذرْ فتنةَ الدَّعجِ 23. يا صاحبي ، وأنا البَرَّ الرَّؤوفُ ، وقدْ *** بَذلتُ نُصْحي ، بذاكَ الحيِّ لا تَعُجِ 24. فيهِ خلعتُ عِذاري ، واطَّرحتُ بهِ *** قبولَ نُسكيَ ، والمَقبولَ منْ حِججي 25. وأبيَضَّ وَجهُ غرامي في مَحَبَّتهِ، *** واسْوَدَّ وَجهُ ملامي فيهِ بالحُجَجِ 26. تباركَ اللهُ ! ما أحْلى شمائِلهُ، *** فكمْ أمَاتَتْ وأحْيَتْ فيهِ منْ مُهَجِ 27. يهوَى لذِكرِ اسمهِ ، مَنْ لجَّ في عَذَ لي، *** سَمعي ، وإنْ كانَ عَذلي فيهِ لمْ يلِجِ 28. وأرْحَمُ البرْقَ في مَسراهُ ، مُنتسِباً *** لثغرِهِ ، وهو مُستحْيٍ منْ الفلجِ 29. تَراهُ ، إنْ غابَ عنِّي كلُّ جارحةٍ *** في كلِّ معنًى لطيفٍ ، رَائِقٍ ، بَهجِ 30. في نغمةِ العودِ والنَّايِ الرَّخيمِ ، إذا *** تألَّقا بينَ ألحانٍ مِنَ الهَزَجِ 31. وفي مَسارِحِ غزلانِ الخمائلِ ، في *** بردِ الأصائلِ ، والإصباحِ في البَلجِ 32. وفي مَساقِطِ أنْداءِ الغمَامِ ، على *** بساطِ نورٍ ، منَ الأزهارِ مُنتسِجِ 33. وفي مَساحِبِ أذيالِ النَّسيمِ ، إذا *** أهدى إليَّ ، سُحَيْراً ، أطيبَ الأرَجِ 34. وفي التِثاميَ ثغرَ الكاسِ ، مُرتشفاً *** رِيقَ المُدامةِ ، في مُستنزهٍ فَرِجِ 35. لمْ أدرِ ما غُرْبةُ الأوطانِ ، وهوَ معي، *** وخاطِرِي ، أينَ كنَّا ، غيرُ مُنزَعِجِ 36. فالدَّارُ داري ، وحُبِّيَ حاضرٌ ، ومتى *** بَدا ، فمُنعَرَجُ الجرْعاءِ مُنعَرَجي 37. ليَهْنَ رَكْبٌ سَروا ليلاً ، وأنتَ بهمْ، *** بسَيرِهمْ في صباحٍ ، منكَ ، مُنبَلِجِ 38. فليَصنعِ الرَّكبُ ما شاؤوا بأنفُسِهمْ، *** هُمْ أهْلُ بَدرٍ ، فلا يخشونَ منْ حَرَجِ 39. بحقِّ عِصيانيَ اللَّاحي عليكَ ، وما *** بأضلُعي ، طاعةً للوَجْدِ ، مِنْ وَهَجِ 40. أنظرْ إلى كبدٍ ذابتْ عليكَ جوىً، *** ومُقلةٍ ، منْ نجيع الدَّمعِ ، في لُجَجِ 41. وارْحَمْ تعثرَ آمالي ، ومُرْتجَعي *** إلى خِداعِ تَمَنِّي الوَعْدِ بالفَرَجِ 42. واعطفْ على ذلِّ أطماعي بهلْ وعسَى، *** وامنُنْ عليَّ بشرحِ الصَّدرِ منْ حَرَجِ 43. أهلاً بما لمْ أكنْ أهلاً لِمَوْقِعِهِ، *** قَوْلِ المُبَشِّرِ ، بَعدَ اليأًسِ ، بالفرَجِ 44. لكَ البِشارَةُ ، فاخلعْ ما عليكَ ، فقدْ *** ذُكِرْتَ ثَمَّ ، على ما فيكَ مِنْ عِوَجِ
| |
|