إذا اشتكى عضو في منتدانا ......هيحصل ايه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

للإجابة نقف وقفة مع حديث شريف ...!



عَن النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى " صحيح البخاري، برقم: (6011)، وصحيح مسلم، برقم: (2586), واللفظ له.



شرح المفردات: (توادّهم): الود : المحبة والألفة .( تداعى): أوشك أن يسقط أو ينهار ، وقيل: أي: دعا بعضهم بعضا . (السهر): التيقظ والحذر وقلة النوم .(الحمى): مرض معروف، ترتفع معه حرارة البدن .



الود : قال الله تعالى :" إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً."مريم96، إن الذين آمنوا بالله واتَّبَعوا رسله وعملوا الصالحات وَفْق شرعه, سيجعل لهم الرحمن محبة ومودة في قلوب عباده.



وبهذا فالمودة تأتي بتوفيق الله تعالى وسبيلها القيام بالأعمال الصالحة والمواضبة عليها ، وقال جل وعلا في الحديث القدسي :" ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ."



فالحديث تبيانا لما يجب أن يكون عليه المؤمنون من الصالحات من الأعمال التي تفشي بينهم المودة والمحبة ومن جملتها الإحسان والتعاون والتآزر .



الرحمة :قال الله تعالى : " إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ ."الأعراف56، فالإحسان من أقرب وأيسر السبل لجلب رحمة الله تعالى ، عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله : ( الراحمون يرحمهمالرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء .) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. التعامل بالمثل والجزاء من جنس العمل .



وفي الحديث تبيانا لما ينبغي أن يكون عليه مجتمع أهل الإيمان من رحمة بعضهم لبعض حتى تبقى لبنات أركانه شديدة متماسكة لا تحركها النوازل ولا تقتلعها الزلازل .



العطف :الحنية والميلان ، قال الله تعالى:"وَحَنَاناً مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيّاً ."مريم13، كذلك الحنان والعطف هو بتوفيق الله تعالى وسبيله التقوى التي هي خشية الله تعالى والعمل بطاعته ، فالخائف الوجل يرق قلبه ويحن بالضعفاء وغيرهم من دوي الحاجة .



وفي الحديث توضيح لما ينبغي أن يتصف به المؤمنون من لطف وحنان وميلان وذوبان نحو الآخرين حتى يتحقق مبدأ التعاون الذي به نحافظ على تماسك هذا الدين .



لطيفة : العضو في الجسد : لم يخلقه الله تعالى عبثا بل كل عضو له مهمته ويؤدي وظيفة في هذا البدن ، وإذا افتقد الجسد عضوا من أعضائه يفقد توازنه وتضعف شوكته ، فهكذا أفراد المجتمع فكل فرد جعله الله لتأدية عمل وتحقيق غاية ، أين إعانة القوي لو لم توجد طبقة الضعفاء ، وأين كرم الغني إذا انعدمت فئة الفقراء ، فئة المرضى والمبتلين ترقق أفئدة الرحماء والمتقين وهكذا .



لفتة :خرج الإمام مسلم في التوبة من حديث أبي أيوب رضي الله عنه : "‏لولا أنكم تذنبون خلق الله خلقًا يذنبون فيَغفر لهم‏" ،والحديث معناه ظاهر أن الله سبحانه وتعالى يحب من عباده أن يستغفروه وأن يغفر لهم ليظهر بذلك فضله سبحانه وتعالى وآثار صفته الغفار والغفور .



المعنى العام : الإسلام دين شرعه الله تعالى ليحقق مبدأ التكافل الإجتماعي ، ويقضي بتعاليمه على الأنا النفسي والحب الذاتي ( عاملا الفساد والإفساد )، والحديث الشريف يمثل لنا المجتمع في صورة جسد الإنسان الواحد الذي يضم هذه الأعضاء وكل عضو له مهمته وعمله في هذا الجسد ، فإذا حل بعضو من هذه الأعضاء المرض أسرعت هذه الأعضاء بكليتها لمداواته والسهر على شفائه لعلمها أنه جزءا لا يتجزأ منها وضرره يعود على الجميع كما أن نفعه يعود عليهم .



لطيفة : اشتكى : الشكوى تكون في الفقر والحاجة وغيرها من الشدائد ، كذلك تكون في أمر ربما أخطر من ذلك وهو فساد العضو باقتراف الذنوب والمعاصي ، ففي الحقيقة هذا المرض العضال يداهم الجميع عن حذيفة أن النبي قال :" والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عذابا من عنده ثم لتدعنه فلا يستجاب لكم :" رواه أحمد ، وبالتالي على بقية الأعضاء أن يشدوا عن ساعد الجد لتقديم يد المساعدة بالنصيحة والأمر المعروف والنهي عن المنكر ، فالذنوب جراحات يتألم منها العديد من شبابنا اليوم فلذة كبدنا فليتداعى الدعاة والمصلحون لمد يد المساعدة لهؤلاء رحمة بهم وعطفا عليهم بدافع المودة والأخوة التي تجمعهم في ذات الله تعالى .



من فوائد الحديث:



1- الحث على الملاطفة والتراحم بين المؤمنين لتقوية بنية ديننا الحنيف.



2 – المؤمن يفرح لفرح إخوانه ويحزن لحزنهم ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله تعالى- ولهذا كان المؤمن يسره ما يسر المؤمنين ويسوءه ما يسوؤهم ومن لم يكن كذلك لم يكن منهم.



3- من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم : ظهرت فتن ومحن بين المسلمين وتفشت بينهم الذنوب والمعاصي ومن واجب الدعاة السهر على تقديم الحلول وإيجاد المخرج لهذا الداء المسترسل الذي يهشم لبنات المجتمع الإسلامي ( من بنين وبنات ) ،وليس من الدين أن يتخلى الدعاة عن دعوة نبيهم بحجة كثرة الفساد لأن ضرر الفساد عائد عليهم جميعا ،



4- أن على المسلم أن يجتهد في تطهير قلبه نحو إخوانه المسلمين؛ فيفرح بوصول الخير إليهم، ويتألم أن أصابهم ما يضرهم أو يؤلمهم، ويقف معهم في مصائبهم وما ينزل بهم، فيغيث المحتاج، وينصر المظلوم، ويعين ذا الحاجة، ويتعاون معهم على الخير والبر.



فائدة : ما أجمل أن نفشي هذا الخلق النبيل من التراحم والتعاطف والمودة في هذه المواقع والمنتديات التي يتصفحها الكثير من خلق الله تعالى ، وقد تداوي الكلمات الحنونة كم من متأوه ومهموم وربما تحيي بها نفسا أوشكت على الهلاك .



فلنمد يد العون والمساعدة بالسهر على تضميد الجراحات لكثير من خلق الله تعالى بمواضيع وكلمات تلج القلب القاسي وتفجر منه ينابيع دموع من هموم مكدسة ومحاطة بشغافه وتأموره .



والعامل في هذا الميدان مجاهد في سبيل الله تعالى له أجره ونوره .



والله أسأل للجميع العمل لما فيه خير العاجلة والآجلة .